این سوره پنج آیتست، بیست و سه کلمه، هفتاد و چهار حرف جمله به مدینه فرو آمد، و قومى گفتهاند که به مکه فرو آمد. و درین سوره ناسخ و منسوخ نیست.
و فی الخبر عن عقبة بن عامر الجهنى یقول: سمعت النبی (ص) یقول: «انک لن تقرأ بسورة احب الى الله و لا اقرب عنده من قل اعوذ برب الفلق فان استطعت ان لا تدعها فی صلاة فافعل».
و عن ابى بن کعب عن النبی (ص) قال: «من قرأ «المعوذتین» فکانما قرأ الکتب التى انزلها الله کلها
قوله: قلْ أعوذ برب الْفلق سبب نزول «المعوذتین» ما رواه البخارى فی صحیحه و ذکره المفسرون، قالوا: ان غلاما من الیهود کان یخدم رسول الله (ص) و کان یعجبه حسن خدمته فدبت الیه الیهود و لم یزالوا به حتى اخذ مشاطة رأسه (ص) و عدة اسنان من مشطه فاعطاها الیهود فسحروه فیها. و کان الذى تولى ذلک لبید بن اعصم الیهودى ثم دسها فی بئر بنى زریق، یقال لها ذروان، فمرض (ص) و انتثر شعر رأسه و جعل یذوب و لا یدرى ما عراه و کان یرى انه یأتى النساء و لا یأتیهن. فبینا هو نائم ذات یوم اتاه ملکان فقعد احدهما عند رأسه و الآخر عند رجله، فقال الذى عند رجله للذى عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طب. قال: و ما طب؟ قال: سحر. قال: و من سحره؟ قال لبید بن اعصم الیهودى. قال: فبم طبه؟ قال: بمشط و مشاطة. قال: و این هو؟ قال: فی جف طلعة تحت راعوفة فی بئر ذروان، فانتبه النبی (ص) و قال: «یا عائشة اما علمت ان الله اخبرنى بدایى»؟ ثم بعث رسول الله (ص) علیا (ع) و الزبیر و عمار بن یاسر فنزحوا ماء البئر کانه نقاعة الحناء ثم رفعوا الصخرة و اخرجوا الجف فاذا فیه مشاطة رأسه و اسنان مشطه و اذا تمثال من شمع مثال رسول الله (ص) مفروز بالابر و اذا وتر علیه احدى عشرة عقدة! فیقال: ان السورتین نزلتا حینئذ احدى عشرة آیة لحل تلک العقد، فجعل کلما قرا آیة انحلت عقدة و وجد رسول الله (ص) خفة حتى انحلت العقدة الاخیرة قام علیه الصلاة و السلام کانما انشط من عقال. و جعل جبرئیل (ع) یقول: بسم الله ارقیک من کل شیء یوذیک من حاسد و عین و الله یشفیک.
فقیل: یا رسول الله أ فلا نأخذ الخبیث فنقتله؟ فقال: «اما انا فقد شفانى الله و اکره ان اثیر على الناس شرا».
قالت عائشة: ما غضب رسول الله (ص) غضبا ینتقم من احد لنفسه قط الا ان یکون شیئا هو لله عز و جل فیغضب لله و ینتقم.
الجف: قشر الطلع، و الراعوفة: حجر فی اسفل البئر یقوم علیه المائح و هو الذى یجعل الماء فی الدلو و فیخرجه الذى على رأس البئر. و المشاطة: ما یسقط من الشعر مع المشط. فی هذا الحدیث دلالة على صحة السحر و ان له حقیقة خلاف قول من زعم انه لا حقیقة له، لان النبی (ص) کان یجد وجعا لذلک الا ترى ان احد الملکین، قال للآخر: ما وجع الرجل و هذا من اوضح دلیل على حقیقته. فان قیل ما الحکمة فی نفوذ السحر و غلبته فی النبی (ص) و لما ذا لم یرد الله تعالى کید الکائد الى نحره بابطال مکره و سحره؟ قلنا: الحکمة فیه و الدلالة على صدق رسول الله (ص) و صحة معجزاته و کذب من نسبه الى السحر و الکهانة لان سحر الساحر عمل فیه حتى التبس علیه بعض الأمر و اعتراه نوع من الوجع و لم یعلم النبی (ص) بذلک حتى دعا ربه. فقد روى انه دعا ثم دعا ثم دعا، فاجابه الله سبحانه و بین له امره و لو کان ما یظهر من المعجزات الخارقة للعادات من باب السحر على ما زعم اعداوه لم یشتبه علیه ما عمل من السحر فیه و لتوصل الى دفعه من عنده و هذا بحمد الله من اقوى البراهین على نبوته. و انما اخبر النبی (ص) عائشة من بین نسائه بما کشف الله تعالى له من امر السحر لان النبی (ص) کان مأخوذا عن عائشة فی هذا السحر على ما روى یحیى بن یعمر قال: حبس رسول الله (ص) عن عائشة سنة، فبینا هو نائم، اتاه ملکان، الحدیث الى آخره.
قوله: قلْ أعوذ اى احترز و امتنع و استجیر و معاذ الله من کذا، اى احترز به منه. و العرب تقول: اطیب اللحم عوذه، اى ما عاذ بالعظم، اى لزق به. برب الْفلق، الْفلق: فی الاصل الخلق کله، ما فی الدنیا شیء الا هو عن انفلاق یحصل اللیل و النهار و المطر و الریح و النبات و الدواب حتى الانفاس و الاصوات و الثمار و الجواهر و المیاه، و قال قوم من المفسرین: «الفلق» الصبح، تقول العرب: ابین من فلق الصبح. و قال وهب بن منبه: هو طبق على جهنم و قیل: جب فی جهنم. و قد بعض اصحاب رسول الله (ص) الشام، فرأى آثار نعیم ملوکهم و ما کانوا فیه من غضارة الدنیا و سعتها، قال: لا یعجبنکم ما اوتوا من الدنیا فان وراءهم الفلق. و قیل: هو بیت فی جهنم اذا فتح بابه استغاث اهل النار من شدة حره، و قیل: هو اسم بئر ذات اودیة لها شعاب و اسمها الهبهب.
و منْ شر غاسق إذا وقب قال ابن عباس: هو اللیل اذا اقبل بظلمته فی المشرق و دخل فی کل شیء و اظلم. و الغسق الظلمة، غسق اللیل اذا اظلم. و قیل: «الغاسق»: البارد فی الاصل، و الغساق: البرد و سمى الغساق لانه یحرق ببرده کما یحرق الحمیم بحره. و هو الآخر من شکله، اى من شکل الحمیم، فجعل الغساق من شکل الحمیم لانهما یحرقان معا هذا بحره و هذا ببرده. و سمى اللیل غاسقا لانه ابرد من النهار. و قیل: «الغاسق»: القمر. و نظر رسول الله (ص) الى القمر فقال: «یا عائشة استعیذى بالله من شر هذا فانه الغاسق إذا وقب فعلى هذا التفسیر هو «غاسق» لبرودة ضوءه ضد ضیاء الشمس. و الوقوب: الدخول و انه (ص) کنى عن اللیل بالقمر فاستعاذ من شر اللیل لان الجن انما تنتشر باللیل، و تغتال و تختطف و تستطیر فی ظلماء اول اللیل اذا ادلهم و کذلک
نهى رسول الله (ص) عن السیر فی اول اللیل و امر بتغطیة الاوانى و اغلاق الأبواب و ایکاء الاسقیة و ضم الصبیان و قال: «لو یعلم الناس ما فی السیر اول اللیل لما سار راکب بلیل ابدا»
و قیل: المراد به القمر اذا خسف و اسود.
إذا وقب اى دخل فی الخسوف او اخذ فی الغیبوبة. و قال ابن زید: و منْ شر غاسق إذا وقب یعنى الثریا اذا سقطت. قال: و کانت الاسقام و الطواعین تکثر عند وقوعها و ترتفع عند طلوعها.
و منْ شر النفاثات فی الْعقد یعنى سواحر اللاتى ینفثن فی عقد الخیط حین یعقدن. و النفث نفخ بغیر ریق بخلاف التفل. و قیل: النفث: النفخ اذا کان مع الریح ندى «و العقد» ما یعقده الساحر على وتر او حبل او شعر، و هو ینفث و یرقى.
و قرأ یعقوب: «النافثات» و المراد بهن بنات لبید بن اعصم سحرن النبی (ص). و فی کیفیة ذلک اقوال، احدها: انه ایهام الاذى و تخییل المرض و لا تأثیر له. و الثانی: انه یوثر کما توثر العین فی المعیون. و الثالث: انه بمعونة الجن.
و فی سحر النبی (ص) قولان: قال بعضهم: سحره لبید بن اعصم کما ذکرناه و علیه الجمهور و انکره بعضهم و قال: ان الله تعالى انکر على من قال هذا فی صفة النبی (ص) حیث یقول: «و قال الظالمون إنْ تتبعون إلا رجلا مسْحورا» الآیات. و قیل: اراد.
بالنفاثات فی العقد النساء اللواتى یسلبن قلوب الرجال بحبهن. قال ابو تمام:
السالبات الفتى عزیمته
بالسحر، و النافثات فی عقده
و منْ شر حاسد إذا حسد یعنى: الیهود، فانهم کانوا یحسدون النبی (ص).
قال الحسین بن الفضل: جمع الله الشرور فی هذه السورة و ختمها بالحسد لیعلم انه اخس الطبائع. و قیل: الحسد تمنى زوال النعمة من صاحبها، و قیل: و منْ شر حاسد إذا حسد یعنى: من شر عینه و نفسه، و الحاسد هو العیون الذى یلقع بعینه و نفسه.
و فی السورة استدفاع الشرور من الله، و من صح توکله على الله فهو الذى صح تحققه بالله و اذا صح تحققه بشهود جریان التقدیر و تبرئه عن حوله و قوته فالى ان یزول البلاء استراح من تعب تردد القلب فی التدبیر. و عن قریب یرقى الى حالة الرضا کفى مراده ام لا. و عند ذلک الملک الاعظم فهو بظاهره لا یفتر عن الاستعاذة و بقلبه لا یخلو عن التسلیم و الرضا.